المدينة المنورة
سورة محمد

آيات

٣٨

مكان النزول

المدينة المنورة

تمهيد عام للسورة

(مقتبس من تفسير ابن عاشور – التحرير والتنوير)

 

سورة محمد سميت هذه السورة في كتب السنة (سورة محمد) . وكذلك ترجمت في صحيح البخاري من رواية أبي ذر عن البخاري، وكذلك في التفاسير قالوا: وتسمى سورة القتال.

ووقع في أكثر روايات صحيح البخاري (سورة الذين كفروا) .

والأشهر الأول، ووجهه أنها ذكر فيها اسم النبيء ﷺ في الآية الثانية منها فعرفت به قبل سورة آل عمران التي فيها ﴿وما محمد إلا رسول﴾ [آل عمران: ١٤٤] .

وأما تسميتها (سورة الأنفال) فلأنها ذكرت فيها مشروعية القتال، ولأنها ذكر فيها لفظه في قوله - تعالى - ﴿وذكر فيها القتال﴾ [محمد: ٢٠]، مع ما سيأتي أن قوله تعالى ﴿ويقول الذين آمنوا لولا نزلت سورة﴾ [محمد: ٢٠] إلى قوله ﴿وذكر فيها القتال﴾ [محمد: ٢٠] أن المعني بها هذه السورة فتكون تسميتها سورة القتال تسمية قرآنية.

وهي مدنية بالاتفاق حكاه ابن عطية وصاحب الإتقان. وعن النسفي: أنها مكية. وحكى القرطبي عن الثعلبي وعن الضحاك وابن جبير: أنها مكية. ولعله وهم ناشئ عما روي عن ابن عباس أن قوله - تعالى - ﴿وكأين من قرية هي أشد قوة من قريتك﴾ [محمد: ١٣] الآية نزلت في طريق مكة قبل الوصول إلى حراء، أي في الهجرة.

قيل نزلت هذه السورة بعد يوم بدر وقيل نزلت في غزوة أحد.

وعدت السادسة والتسعين في عداد نزول سور القرآن، نزلت بعد سورة الحديد وقبل سورة الرعد.

وآيها عدت في أكثر الأمصار تسعا وثلاثين، وعدها أهل البصرة أربعين، وأهل الكوفة تسعا وثلاثين

أغراض السورة

معظم ما في هذه السورة التحريض على قتال المشركين، وترغيب المسلمين في ثواب الجهاد.

افتتحت بما يثير حنق المؤمنين على المشركين لأنهم كفروا بالله وصدوا عن سبيله، أي دينه.

وأعلم الله المؤمنين بأنه لا يسدد المشركين في أعمالهم وأنه مصلح المؤمنين فكان ذلك كفالة للمؤمنين بالنصر على أعدائهم.

وانتقل من ذلك إلى الأمر بقتالهم وعدم الإبقاء عليهم.

وفيها وعد المجاهدين بالجنة، وأمر المسلمين بمجاهدة الكفار وأن لا يدعوهم إلى السلم، وإنذار المشركين بأن يصيبهم ما أصاب الأمم المكذبين من قبلهم.

ووصف الجنة ونعيمها، ووصف جهنم وعذابها.

ووصف المنافقين وحال اندهاشهم إذا نزلت سورة فيها الحض على القتال، وقلة تدبرهم القرآن وموالاتهم المشركين.

وتهديد المنافقين بأن الله ينبئ رسوله ﷺ بسيماهم وتحذير المسلمين من أن يروج عليهم نفاق المنافقين.

وختمت بالإشارة إلى وعد المسلمين بنوال السلطان، وحذرهم إن صار إليهم الأمر من الفساد والقطيعة.