آيات
٥٤
مكان النزول
مكة المكرمة
(مقتبس من تفسير ابن عاشور – التحرير والتنوير)
تسمى حم السجدة بإضافة حم إلى السجدة كما قدمناه في أول سورة المؤمن، وبذلك ترجمت في صحيح البخاري وفي جامع الترمذي لأنها تميزت عن السور المفتتحة بحروف حم بأن فيها سجدة القرآن.
وأخرج البيهقي في شعب الإيمان عن خليل بن مرة «أن رسول الله ﷺ كان لا ينام حتى يقرأ: تبارك، وحم السجدة» .
وسميت في معظم مصاحف المشرق والتفاسير سورة السجدة، وهو اختصار قولهم حم السجدة وليس تمييزا لها بذات السجدة.
وسميت هذه السور في كثير من التفاسير سورة فصلت.
واشتهرت تسميتها في تونس والمغرب ”سورة فصلت“ لوقوع كلمة ”﴿فصلت آياته﴾ [فصلت: ٣]“ في أولها فعرفت بها تمييزا لها من السور المفتتحة بحروف ”حم“ . كما تميزت ”سورة المؤمن“ باسم ”سورة غافر“ عن بقية السور المفتتحة بحروف ”حم“ .
وقال الكواشي: وتسمى ”سورة المصابيح“ لقوله تعالى فيها ﴿ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح﴾ [الملك: ٥]، وتسمى ”سورة الأقوات“ لقوله تعالى ﴿وقدر فيها أقواتها﴾ [فصلت: ١٠] .
وقال الكواشي في التبصرة: تسمى ”سجدة المؤمن“ ووجه هذه التسمية قصد تمييزها عن سورة ”الم السجدة“ المسماة ”سورة المضاجع“ فأضافوا هذه إلى السورة التي قبلها وهي ”سورة المؤمن“، كما ميزوا ”سورة المضاجع“ باسم ”سجدة لقمان“ لأنها واقعة بعد ”سورة لقمان“ .
وهي مكية بالاتفاق نزلت بعد ”سورة غافر“ قبل ”سورة الزخرف“، وعدت الحادية والستين في ترتيب نزول السور.
وعدت آيها عند أهل المدينة وأهل مكة ثلاثا وخمسين، وعند أهل الشام والبصرة اثنتين وخمسين، وعند أهل الكوفة أربعا وخمسين.
التنويه بالقرآن والإشارة إلى عجزهم عن معارضته.
وذكر هديه، وأنه معصوم من أن يتطرقه الباطل، وتأييده بما أنزل إلى الرسل من قبل الإسلام.
وتلقي المشركين له بالإعراض وصم الآذان.
وإبطال مطاعن المشركين فيه وتذكيرهم بأن القرآن نزل بلغتهم فلا عذر لهم أصلا في عدم انتفاعهم بهديه.
وزجر المشركين وتوبيخهم على كفرهم بخالق السماوات والأرض مع بيان ما في خلقها من الدلائل على تفرده بالإلهية.
وإنذارهم بما حل بالأمم المكذبة من عذاب الدنيا.
ووعيدهم بعذاب الآخرة وشهادة سمعهم وأبصارهم وأجسادهم عليهم.
وتحذيرهم من القرناء المزينين لهم الكفر من الشياطين والناس وأنهم سيندمون يوم القيامة على اتباعهم في الدنيا.
وقوبل ذلك بما للموحدين من الكرامة عند الله.
وأمر النبيء ﷺ بدفعهم بالتي هي أحسن وبالصبر على جفوتهم وأن يستعيذ بالله من الشيطان.
وذكرت دلائل تفرد الله بخلق المخلوقات العظيمة كالشمس والقمر.
ودلائل إمكان البعث وأنه واقع لا محالة ولا يعلم وقته إلا الله تعالى.
وتثبيت النبيء ﷺ والمؤمنين بتأييد الله إياهم بتنزل الملائكة بالوحي، وبالبشارة للمؤمنين.
وتخلل ذلك أمثال مختلفة في ابتداء خلق العوالم وعبر في تقلبات أهل الشرك.
والتنويه بإيتاء الزكاة.