مكة المكرمة
سورة الجن

آيات

٢٨

مكان النزول

مكة المكرمة

تمهيد عام للسورة

(مقتبس من تفسير ابن عاشور – التحرير والتنوير)

 

سميت في كتب التفسير وفي المصاحف التي رأيناها ومنها الكوفي المكتوب بالقيروان في القرن الخامس ”سورة الجن“ وكذلك ترجمها الترمذي في كتاب التفسير من جامعه، وترجمها البخاري في كتاب التفسير ”سورة ﴿قل أوحي إلي﴾ [الجن: ١]“ .

واشتهرت على ألسنة المكتبين والمتعلمين في الكتاتيب القرآنية باسم ”﴿قل أوحي﴾ [الجن: ١]“ .

ولم يذكرها في الإتقان في عداد السور التي لها أكثر من اسم، ووجه التسميتين ظاهر.

وهي مكية بالاتفاق.

ويظهر أنها نزلت في حدود سنة عشر من البعثة، ففي الصحيحين وجامع الترمذي من حديث ابن عباس أنه قال: «انطلق رسول الله ﷺ في طائفة من أصحابه عامدين إلى سوق عكاظ بنخلة وهو يصلي بأصحابه صلاة الفجر وأنه استمع فريق من الجن إلى قراءته فرجعوا إلى طائفتهم فقالوا: إنا سمعنا قرآنا عجبا، وأنزل الله على نبيه ﴿قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن﴾ [الجن»: ١]  .

وذكر ابن إسحاق أن نزول هذه السورة كان بعد سفر رسول الله ﷺ إلى الطائف يطلب النصرة من ثقيف، أي: وذلك يكون في سنة عشر بعد البعثة وسنة ثلاث قبل الهجرة.

وقد عدت السورة الأربعين في نزول السور نزلت بعد الأعراف وقبل يس.

واتفق أهل العدد على عد آيها ثمان وعشرين.

أغراض السورة

إثبات كرامة للنبيء ﷺ بأن دعوته بلغت إلى جنس الجن وإفهامهم فهم معان من القرآن الذي استمعوا للنبيء ﷺ وفهم ما يدعو إليه من التوحيد والهدى، وعلمهم بعظمة الله وتنزيهه عن الشريك والصاحبة والولد.

وإبطال عبادة ما يعبد من الجن.

وإبطال الكهانة وبلوغ علم الغيب إلى غير الرسل الذين يطلعهم الله على ما يشاء.

وإثبات أن لله خلقا يدعون الجن وأنهم أصناف منهم الصالحون ومنهم دون ذلك بمراتب، وتضليل الذين يقولون على الله ما لم يقله، والذين يعبدون الجن، والذين ينكرون البعث، وأن الجن لا يفلتون من سلطان الله تعالى.

وتعجبهم من الإصابة برجوم الشهب المانعة من استراق السمع، وفي المراد من هذا المنع والتخلص من ذلك إلى ما أوحى الله إلى رسوله ﷺ من في شأن القحط الذي أصاب المشركين لشركهم ولمنعهم مساجد الله، وإنذارهم بأنهم سيندمون على تألبهم على النبيء ﷺ ومحاولتهم منه العدول عن الطعن في دينهم.