مكة المكرمة
سورة الطارق

آيات

١٧

مكان النزول

مكة المكرمة

تمهيد عام للسورة

(مقتبس من تفسير ابن عاشور – التحرير والتنوير)

 

روى أحمد بن حنبل عن أبي هريرة: «أن رسول الله ﷺ كان يقرأ في العشاء الآخرة بالسماء ذات البروج والطارق»  اهـ. فسماها أبو هريرة: (السماء والطارق)؛ لأن الأظهر أن الواو من قوله: ﴿والسماء والطارق﴾ [الطارق: ١] واو العطف، ولذلك لم يذكر لفظ الآية الأولى منها، بل أخذ لها اسما من لفظ الآية كما قال في ﴿السماء ذات البروج﴾ [البروج: ١] .

وسميت في كتب التفسير وكتب السنة وفي المصاحف (سورة الطارق) لوقوع هذا اللفظ في أولها. وفي تفسير الطبري وأحكام ابن العربي ترجمت (والسماء والطارق) .

وهي سبع عشرة آية.

وهي مكية بالاتفاق نزلت قبل سنة عشر من البعثة، أخرج أحمد بن حنبل عن خالد بن أبي جبل العدواني: «أنه أبصر رسول الله ﷺ في مشرق ثقيف وهو قائم على قوس أو عصا حين أتاهم يبتغي عندهم النصر فسمعته يقول: ﴿والسماء والطارق﴾ [الطارق: ١] حتى ختمها، قال: فوعيتها في الجاهلية ثم قرأتها في الإسلام»  الحديث.

وعددها في ترتيب نزول السور السادسة والثلاثون. نزلت بعد سورة (﴿لا أقسم بهذا البلد﴾ [البلد: ١]) وقبل سورة (﴿اقتربت الساعة﴾ [القمر: ١]) .

أغراض السورة

إثبات إحصاء الأعمال والجزاء على الأعمال. وإثبات إمكان البعث بنقض ما أحاله المشركون ببيان إمكان إعادة الأجسام.

وأدمج في ذلك التذكير بدقيق صنع الله وحكمته في خلق الإنسان.

والتنويه بشأن القرآن.

وصدق ما ذكر فيه من البعث؛ لأن إخبار القرآن به لما استبعدوه وموهوا على الناس بأن ما فيه غير صدق. وتهديد المشركين الذين ناووا المسلمين.

وتثبيت النبيء ﷺ ووعده بأن الله منتصر له غير بعيد.