آيات
٥٥
مكان النزول
مكة المكرمة
(مقتبس من تفسير ابن عاشور – التحرير والتنوير)
اسمها بين السلف (سورة اقتربت الساعة) . ففي حديث أبي واقد الليثي أن رسول الله ﷺ كان يقرأ بقاف واقتربت الساعة في الفطر والأضحى، وبهذا الاسم عنون لها البخاري في كتاب التفسير.
وتسمى (سورة القمر) وبذلك ترجمها الترمذي. وتسمى (سورة اقتربت) حكاية لأول كلمة فيها.
وهي مكية كلها عند الجمهور، وعن مقاتل: أنه استثنى منها قوله تعالى أم يقولون نحن جميع منتصر إلى قوله وأمر قال: نزل يوم بدر، ولعل ذلك من أن النبيء ﷺ تلا هذه الآية يوم بدر.
وهي السورة السابعة والثلاثون في ترتيب نزول السور عند جابر بن زيد، نزلت بعد سورة الطارق وقبل سورة ص.
وعدد آياتها خمس وخمسون باتفاق أهل العدد.
وسبب نزولها ما رواه الترمذي عن أنس بن مالك قال: سأل أهل مكة النبيء ﷺ آية فانشق القمر بمكة فنزلت ﴿اقتربت الساعة وانشق القمر﴾ [القمر: ١] إلى قوله ﴿سحر مستمر﴾ [القمر: ٢] .
وفي أسباب النزول للواحدي بسنده إلى عبد الله بن مسعود قال: انشق القمر على عهد محمد ﷺ فقالت قريش هذا سحر ابن أبي كبشة سحركم، فسألوا السفار، فقالوا: نعم قد رأينا، فأنزل الله عز وجل ﴿اقتربت الساعة وانشق القمر﴾ [القمر: ١] الآيات.
وكان نزولها في حدود سنة خمس قبل الهجرة ففي الصحيح أن عائشة قالت: أنزل على محمد بمكة وإني لجارية ألعب ﴿بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر﴾ [القمر: ٤٦] .
وكانت عقد عليها في شوال قبل الهجرة بثلاث سنين، أي في أواخر سنة أربع قبل الهجرة بمكة، وعائشة يومئذ بنت ست سنين، وذكر بعض المفسرين أن انشقاق القمر كان سنة خمس قبل الهجرة وعن ابن عباس كان بين نزول آية ﴿سيهزم الجمع ويولون الدبر﴾ [القمر: ٤٥] وبين بدر سبع سنين.
تسجيل مكابرة المشركين في الآيات البينة، وأمر النبيء ﷺ بالإعراض عن مكابرتهم.
وإنذارهم باقتراب القيامة وبما يلقونه حين البعث من الشدائد.
وتذكيرهم بما لقيته الأمم أمثالهم من عذاب الدنيا لتكذيبهم رسل الله وأنهم سيلقون مثل ما لقي أولئك إذ ليسوا خيرا من كفار الأمم الماضية.
وإنذارهم بقتال يهزمون فيه، ثم لهم عذاب الآخرة وهو أشد.
وإعلامهم بإحاطة الله علما بأفعالهم وأنه مجازيهم شر الجزاء ومجاز المتقين خير الجزاء. وإثبات البعث، ووصف بعض أحواله.
وفي خلال ذلك تكرير التنويه بهدي القرآن وحكمته.
.