آيات
١١
مكان النزول
مكة المكرمة
(مقتبس من تفسير ابن عاشور – التحرير والتنوير)
سميت هذه السورة في أكثر المصاحف وفي كثير من كتب التفسير وفي جامع الترمذي (سورة الضحى) بدون الواو.
وسميت في كثير من التفاسير وفي صحيح البخاري (سورة والضحى) بإثبات الواو.
ولم يبلغنا عن الصحابة خبر صحيح في تسميتها.
وهي مكية بالاتفاق.
وسبب نزولها ما ثبت في الصحيحين يزيد أحدهما على الآخر عن الأسود بن قيس عن جندب بن سفيان البجلي قال: ”«دميت إصبع رسول الله ﷺ فاشتكى، فلم يقم ليلتين أو ثلاثا فجاءت امرأة وهي أم جميل بنت حرب زوج أبي لهب كما في رواية عن ابن عباس ذكرها ابن عطية فقالت: يا محمد، إني لأرجو أن يكون شيطانك قد تركك لم أره قربك منذ ليلتين أو ثلاث. فأنزل الله (﴿والضحى﴾ [الضحى: ١] ﴿والليل إذا سجى﴾ [الضحى: ٢] ﴿ما ودعك ربك وما قلى﴾ [الضحى»: ٣]) .
وروى الترمذي عن ابن عيينة عن الأسود عن جندب البجلي قال:“ «كنت مع النبيء ﷺ في غار فدميت إصبعه فقال:
هل أنت إلا إصبع دميت، وفي سبيل الله ما لقيت
. قال: فأبطأ عليه جبريل، فقال المشركون: قد ودع محمد. فأنزل الله تعالى (﴿ما ودعك ربك وما قلى﴾ [الضحى»: ٣]) . وقال: حديث حسن صحيح.
ويظهر أن قول أم جميل لم يسمعه جندب؛ لأن جندبا كان من صغار الصحابة، وكان يروي عن أبي بن كعب وعن حذيفة كما قال ابن عبد البر. ولعله أسلم بعد الهجرة فلم يكن قوله: ”«كنت مع النبيء ﷺ في غار» “ مقارنا لقول المشركين: ”وقد ودع محمد“ . ولعل جندبا روى حديثين جمعهما ابن عيينة. وقيل: إن كلمة ”في غار“ تصحيف، وأن أصلها: ”كنت غازيا“ . ويتعين حينئذ أن يكون حديثه جمع حديثين.
وعدت هذه السورة حادية عشرة في ترتيب نزول السور، نزلت بعد سورة الفجر وقبل سورة الانشراح.
وعدد آيها إحدى عشرة آية.
وهي أول سورة في قصار المفصل.
إبطال قول المشركين إذ زعموا أن ما يأتي من الوحي للنبيء ﷺ قد انقطع عنه.
وزاده بشارة بأن الآخرة خير له من الأولى على معنيين في الآخرة والأولى، وأنه سيعطيه ربه ما فيه رضاه، وذلك يغيظ المشركين.
ثم ذكره الله بما حفه به من ألطافه وعنايته في صباه وفي فتوته وفي وقت اكتهاله، وأمره بالشكر على تلك النعم بما يناسبها من نفع لعبيده وثناء على الله بما هو أهله.