مكة المكرمة
سورة الغاشية

آيات

٢٦

مكان النزول

مكة المكرمة

تمهيد عام للسورة

(مقتبس من تفسير ابن عاشور – التحرير والتنوير)

 

سميت في المصاحف والتفاسير (سورة الغاشية) . وكذلك عنونها الترمذي في كتاب التفسير من جامعه، لوقوع لفظ (الغاشية) في أولها.

وثبت في السنة تسميتها (﴿هل أتاك حديث الغاشية﴾ [الغاشية: ١])، ففي الموطأ «أن الضحاك بن قيس سأل النعمان بن بشير: بم كان رسول الله يقرأ في الجمعة مع سورة الجمعة ؟ قال: ﴿هل أتاك حديث الغاشية﴾ [الغاشية»: ١]  . وهذا ظاهر في التسمية؛ لأن السائل سأل عما يقرأ مع سورة الجمعة، فالمسئول عنه السورة الثانية، وبذلك عنونها البخاري في كتاب التفسير من صحيحه.

وربما سميت (سورة هل أتاك) بدون كلمة (حديث الغاشية) . وبذلك عنونها ابن عطية في تفسيره وهو اختصار.

وهي مكية بالاتفاق.

وهي معدودة السابعة والستين في عداد نزول السور نزلت بعد سورة الذاريات وقبل سورة الكهف.

وآياتها ست وعشرون.

أغراض السورة

اشتملت هذه السورة على تهويل يوم القيامة وما فيه من عقاب قوم مشوهة حالتهم، ومن ثواب قوم ناعمة حالتهم وعلى وجه الإجمال المرهب أو المرغب.

والإيماء إلى ما يبين ذلك الإجمال كله بالإنكار على قوم لم يهتدوا بدلالة مخلوقات من خلق الله وهي نصب أعينهم، على تفرده بالإلهية، فيعلم السامعون أن الفريق المهدد هم المشركون.

وعلى إمكان إعادته بعض مخلوقاته خلقا جديدا بعد الموت يوم البعث.

وتثبيت النبيء ﷺ على الدعوة إلى الإسلام وأن لا يعبأ بإعراضهم.

وأن وراءهم البعث فهم راجعون إلى الله فهو مجازيهم على كفرهم وإعراضهم.