تمهيد عام للسورة
(مقتبس من تفسير ابن عاشور – التحرير والتنوير)
لم يختلف في تسمية هذه السورة (سورة الفجر) بدون الواو في المصاحف والتفاسير وكتب السنة.
وهي مكية باتفاق سوى ما حكى ابن عطية عن أبي عمرو الداني أنه حكى عن بعض العلماء أنها مدنية.
وقد عدت العاشرة في عداد نزول السور، نزلت بعد سورة الليل وقبل سورة الضحى.
وعدد آيها اثنتان وثلاثون عند أهل العدد بالمدينة ومكة عدوا قوله: (ونعمه) منتهى آية، وقوله: (رزقه) منتهى آية. ولم يعدها غيرهم منتهى آية، وهي ثلاثون عند أهل العدد بالكوفة والشام وعند أهل البصرة تسع وعشرون.
فأهل الشام عدوا (بجهنم) منتهى آية. وأهل الكوفة عدوا في عبادي منتهى آية.
أغراض السورة
حوت من الأغراض ضرب المثل لمشركي أهل مكة في إعراضهم عن قبول رسالة ربهم بمثل عاد وثمود وقوم فرعون.
وإنذارهم بعذاب الآخرة.
وتثبيت النبيء ﷺ مع وعده باضمحلال أعدائه.
وإبطال غرور المشركين من أهل مكة، إذ يحسبون أن ما هم فيه من النعيم علامة على أن الله أكرمهم وأن ما فيه المؤمنون من الخصاصة علامة على أن الله أهانهم.
وأنهم أضاعوا شكر الله على النعمة فلم يواسوا ببعضها على الضعفاء وما زادتهم إلا حرصا على التكثر منها.
وأنهم يندمون يوم القيامة على أن لم يقدموا لأنفسهم من الأعمال ما ينتفعون به يوم لا ينفع نفس مالها ولا ينفعها إلا إيمانها وتصديقها بوعد ربها، وذلك ينفع المؤمنين بمصيرهم إلى الجنة.