آيات
٦
مكان النزول
مكة المكرمة
(مقتبس من تفسير ابن عاشور – التحرير والتنوير)
تقدم عند تفسير أول سورة الفلق «أن النبيء ﷺ سمى سورة الناس (قل أعوذ برب الناس») .
وتقدم في سورة الفلق أنها وسورة الناس تسميان (المعوذتين)، و(المشقشقتين) بتقديم الشين على القافين، وتقدم أيضا أن الزمخشري والقرطبي ذكرا أنهما تسميان (المقشقشتين) بتقديم القافين على الشينين، وعنونها ابن عطية في المحرر الوجيز (سورة المعوذة الثانية) بإضافة (سورة) إلى (المعوذة) من إضافة الموصوف إلى الصفة. وعنونهما الترمذي (المعوذتين)، وعنونها البخاري في صحيحه (سورة قل أعوذ برب الناس) .
وفي مصاحفنا القديمة والحديثة المغربية والمشرقية تسمية هذه السورة (سورة الناس) وكذلك أكثر كتب التفسير.
وهي مكية في قول الذين قالوا في سورة الفلق إنها مكية، ومدنية في قول الذين قالوا في سورة الفلق إنها مدنية. والصحيح أنهما نزلتا متعاقبتين، فالخلاف في إحداهما كالخلاف في الأخرى.
وقال في الإتقان: إن سبب نزولها قصة سحر لبيد بن الأعصم، وأنها نزلت مع (سورة الفلق) وقد سبقه على ذلك القرطبي والواحدي، وقد علمت تزييفه في سورة الفلق.
وعلى الصحيح من أنها مكية فقد عدت الحادية والعشرين من السور، نزلت عقب سورة الفلق وقبل سورة الإخلاص.
وعدد آيها ست آيات، وذكر في الإتقان قولا: إنها سبع آيات وليس معزوا لأهل العدد.
إرشاد النبيء ﷺ لأن يتعوذ بالله ربه من شر الوسواس الذي يحاول إفساد عمل النبيء ﷺ، وإفساد إرشاده ويلقي في نفوس الناس الإعراض عن دعوته. وفي هذا الأمر إيماء إلى أن الله تعالى معيذه من ذلك فعاصمه في نفسه من تسلط وسوسة الوسواس عليه، ومتمم دعوته حتى تعم في الناس. ويتبع ذلك تعليم المسلمين التعوذ بذلك، فيكون لهم من هذا التعوذ ما هو حظهم، ومن قابلية التعرض إلى الوسواس، ومن السلامة منه بمقدار مراتبهم في الزلفى.